المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
النفحات الإلهية
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
كتاب آخر الى الشريف الخليلي
يخدم بصالح الادعية الجناب الاسمى، السيدي الشريفى، الامام العارف المجتبى المختار المرتضى، حجة الإسلام و ذخر الأنام و حسنة الأيام ، جعله اللّه للمتقين اماما و انزل به عليهم سكينة و عصاما، و يلوّح بشوقه الذي لا يفي بشرح مجمله بيان و لا يوضح كنه مبهمه لسان، و الى اللّه الرغبى في تعيين سبب من غيب جوده يكون على شرائط الاجتماع بالخدمة مشتملا و لبركة الانس و اللقاء بصفة الحب في اللّه محصلا، و هو سبحانه بكل خير ملى و للاجابة و الإحسان اهل و ولى .
يا مولاى ما جزاء من يحب الا ان لا يحب بذا، أخبر الحق عن نفسه و حرض عليه و اعلم رسوله المصطفى صلّى اللّه عليه و سلّم بذلك و ندب اليه و تداول ذلك اهل الهداية و الإرشاد من كل عصر و بثوه في الناس و رغبوهم فيما يثمره و سواه، و فيه حسب ما تلقوه من ائمة سلفكم الكريم و سادات الامة اهل الشرف الصميم .
فانبسطت بذلك و مثله و المثابرة عليه بركات بيتكم الشريف، و انتشر من اللّه على عباده بره السابغ اللطيف، و حاشاكم ان يغيب عنكم محب محق بامر ربانى لنشر حكم رحمانى تجتذبه الأكوان باحكامها فتنسوه و تهملوه و تعرضوا عنه باطنا لغيبته عنكم ظاهرا فتسلموه ، و اين الاريحية العلوية و النخوة الخاتمية النبوية التي تلحق المولى بالأهل و تثبت لذي النسب و اللمحة الروحانية المشاركة في المشرب و المنزل و الأصل ؟
و حق الحب ما هذا بانصاف .
و على كل حال فالداعى يتوقع من تفضلكم ان تذكروه بباطنكم ذكرا يكون له نحوكم محركا و جاذبا و لاسباب وصوله إليكم مسيرا و على احكام بعده عنكم غالبا بإذن اللّه، و جماعة السادة الفقراء يمدون بالهمم الشريفة و صالح الدعاء، و يعدون أنفسهم من الخدم الأقارب لا الأجانب .