المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
النفحات الإلهية
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
كتاب آخر الى بعض الاخوان
يخدم بصالح دعائه جناب مجلس الامام العالم العلامة، جامع اشتات الفضائل، افتخار الأواخر و الأوائل، محيى الملة و الدين، قاضى قضاة المسلمين، والد الملوك و السلاطين، صفى امير المؤمنين، ملأ اللّه قلبه من حُبّه حتى لا يبقى فيه متسعا لكون يتحكم على سره و لبه، و حققه بتصديق تقدير رزقه حتى يلوى وجه طبعه و أمله عن خلقه، فمن أرصد أنفاسه للقاء اللّه خلص من حبس الأغيار و الأشباه، و من رضى باللّه عوضا عن سواه أرضاه و كان عند ظنه به، و ان لم يتحقق بمعرفته بعد و لا رآه الباطن متطلع و القلب متشوف ، و اللّه مذكر و معرف، و لا يعزب عن علمه مستور و لا متكشف ، و لكل أجل كتاب و هو على الجمع إذا يشاء قدير و بكل فضل جدير .
حررت هذه الأحرف من قونية في يوم عجيب و حال غريب بعد عقبات قطعت
و احوال ظاهرة و باطنة شهدت، فكنت انتظرها منذ قدمت البلاد، فان شيخنا عليه سلام اللّه جرى له هنا بهذه البلدة في نحو هذا التأريخ من عمره أمران عظيمان عبّر عنهما بالعقبة و نظم في معنى الواحدة قصيدته المذكورة في الفتوحات في المجلد الثاني من النسخة الاولى حيث يقول: اعتَرِضت عقبةُ وسط الطريق في السفر، و كان الامر بقونية. و قضية اخرى ذكرهما لي جميعا رضى اللّه عنه .
فلما تحققت صحة النسبة اليه انتظرت العثور هنا على بعض ما عثر عليه، و اريت الامام الكامل الشيخ ابا مدين عليه السلام جاءني زائرا مفتقدا و مؤنسا، و جرت بينى و بينه امور عزيزة جدا، و حضر شيخنا ايضا رضى اللّه عنه بعد ذلك و ظهرت امور و اسرار غطى عليهن اقرار و انكار، و كنت خائفا مترقبا و خارجا من حالى، موسوى الوصف شعيبى الوجهة المعنوية و الحرف محمد المحتد و المقصد و المشرب و العرف، حتى طرأ ما طرأ و كان ما كان مما لست اذكره فظن خيرا و لا تسأل عن الخبر