المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
النفحات الإلهية
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
كتاب آخر الى بعض الاخوان
لئن غبت عن عينى و شطت بك النوى فأنت الذي في القلب حطت رواحله و بعد حمد اللّه حمدا مستوعبا كمال كل محمدة معتليا على مقام كل اسم و ما ظهر به و تعبده وافيا بحق كل شريعة و امر و من جاء منه و دعا اليه و اعتمده، و الشهادة ان لا سواه شهادة عبد بصره به و أشهده و ابان به سر شهادته لنفسه، لا انه عرفه بها ثم أشهده ثم اقامه لإظهار حضراته بل و لتعيين احوال ذاته في مرتبة احدية جمع جمعه فافناه عن ظنه السابق فيه باستوائه على شيئية لا شيئيته ثم اقعده .
و الصلاة من هذا المقام على محمد عبده الذي اصطفاه بهذا و سواه على البرية و وهبه السيادة على الذر و الذرية لما كمله و سدده، و على آله و الكمل من إخوانه و عترته ما أطلق روحا عن حبس التصرف في الهياكل او قيده .
فسلام اللّه و رحمته و بركاته على الخلّ الوفي الرحمانى و السيد الصفي الرباني الامام
العارف و المدرك الواصف محيى الدين ركن الإسلام و ذخر الأنام حسنة الأيام، لا زال تاج الفضل مزانا بغرة مهجته الكريمة و حببينه، و سماوات المعارف مطويات بيمينه و لا برح لجناب ربه مجلى و من مورد وصاله غير محلا ، و موجب الاعراض عن شرح الشوق و الاطناب فيه هو معرفة عجز القلم و قصوره عن البلوغ الى شأو تقريره ليوضح حكمه و يستوفيه، و اللّه المسئول منه سبحانه تهيئة اسباب اجتماع يكون على سائر المصالح مشتملا و لبركات الانس و الحب في اللّه محصلا، و الحمد للََّه وحده .