موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب عوارف المعارف

للشيخ الإمام شهاب الدين عمر السهروردي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الباب الثالث والخمسون في حقيقة الصحبة وما فيها من الخير والشر

الباب الثالث والخمسون في حقيقة الصحبة وما فيها من الخير والشر

المقتضي للصحبة وجود الجنسية، وقد يدعو إليها أعم الأوصاف، وقد يدعو إليها أخص الأوصاف.

فالدعاء بأعم الأوصاف كميل جنس البش بعضهم إلى بعض.

والدعاء بأخص الأوصاف كميل أهل كل ملة بعضهم إلى بعض.

ثم أخص من ذلك كميل أهل الطاعة بعضهم إلى بعض، وكميل أهل المعصية بعضهم إلى بعض.

فإذا علم هذا الأصل، وأن الجاذب إلى الصحبة وجود الجنسية بالأعم تارة وبالأخص أخري.

فليتفقد الإنسان نفسه عند الميل إلى صحبة شخص، وينظر ما الذي يميل به إلى صحبته، ويزن أحوال من يميل إليه بميزان الشرع.

فإن رأي أحواله مسددة فليبشر نفسه بحسن الحال، فقد جعل الله تعالى مرآته مجلوة يلوح له في مرآة أخيه جنال حسن الحال.

وإن رأي أفعاله غير مسدودة فيرجع إلى نفسه باللائمة والاتهام، فقد لاح له مرآة أخيه سوء حاله، فبالجدير أن يفر منه كفراره من الأسد، فإنهما إذا اصطحبا ازداد ظلمة واعواجاجا.

ثم إذا علم من صاحبه الذي مال إليه حسن الحال، وحكم لنفسه بحسن الحال، طالع ذلك في مرآة أخية.

فليعلم أن الميل بالوصف الأعم مركوز في جيلته، والميل بطريقة واقع وله بحبه أحكام، وللنفس بسببه سكون وركون، فيسلب الميل بالوصف الأعم جدوي الميل بالوصف الأخص.

ويصير بين المتصاحبين استرواحات طبيعية، وتلذذات جبلية، لا يفرق بيتها وبين خلوص الصحبة لله إلا العلماء الزاهدون.

وقد ينفسد المريد الصادق بأهل الصلاح أكثر مما ينفسد بأهل الفساد، ووجه ذلك أن أهل الفساد علم فساد طريقهم فأخذ حذره، وأهل الصلاح غره صلاحهم فمال إليهم بجنسبة الصلاحية.

ثم حصل بينهم استرواحات طبيعية جبلية، حالت بينهم وبين حقيقة الصحبة لله، فاكتسب من طريقهم الفتور في الطلب عن بلوغ الأرب فلينته الصادق لهذه الدقيقة، ويأخذ من الصحبة أصفي الأقسام، ويذر منها ما يسد في وجهه المرام.

قال بعضهم: هل رايت شرا قط إلا ممن تعرف.

ولهذا المعني: أنكر طائفة من السلف الصحبة، ورأوا الفضيلة في العزلة والوحدة كا إبراهيم بن أدهم، وداود الطائي، وفضيل بن عياض، وسليمان الخواص.

وحكى عنه أنه قيل له: جاء إبراهيم بن أدهم أما تلقاه؟ قال: لأن ألقي سبعا ضاريا أحب إلى من أن ألقي إبراهيم بن أدهم.

قال: لأني إذا رأيته أحسن له كلامي، وأظهر نفسي بإظهار أحسن أحوالها، وفي ذلك الفتنة.

وهذا كلام عالم بنفسه وأخلاقها، وهذا واقع بين المتصاحبين إلا من عصمه الله تعالى.

أخبرنا الشيخ الثقة أبو الفتح محمد بن عبد الباقي إجازة قال أنا الحافظ أبو بكر محمد بن أحمد قال أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعده قال أنا عمرو محمد بن عبد الله بن أحمد قال أنا أبو لسمان أحمد بن محمد الخطابي قال أنا محمد ابن بكر بن عبد الرزاق.

قال حدثنا سليمان بن الأشعث قال حدثنا عبد الله ابن مسلمة عن مالك عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعاب الجبال ومواقع القطر يفر بدينه عن الفتن.

قال الله تعالى: إخبارا عن خليله إبراهيم: {وأَعْتَزِلُكُمْ وما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ الله وأَدْعُوا رَبِّي} (١) ستظهر بالعزلة على قومه.

قيل: العزلة نوعان: فريضة وفضيلة.

فالفريضة العزلة عن الشر وأهله، والفضيلة عزلة الفصول وأهله.

ويجوز أن يقال: الخلوة غير العزلة، فالخلوة من الأغبار، والعزلة من النفس وما تدعو إليه، وما يشغل عن الله، فالخلوة كثيرة الوجود، والعزلة قليلة الوجود.

قال أبو بكر الوراق: ما ظهرت الفتنة إلا بالخلطة من لدن آدم عليه السلام إلى يومنا هذا، وما سلم إلا من جانب الخلطة.

وقبل: السلامة عشرة أجزاء، تسعة في الصمت، وواحدة في العزلة.

وقيل: الخلوة أصل والخلطة عارض، فليزم الأصل ولا يخالط إلا بقدر الحاجة، وإذا خالط لا يخالط إلا بحجة، وإذا خالط يلازم الصمت، فإنه أصل والكلام عارض.

__________

١) سورة مريم: آية رقم:٤٨.

ولا يتكلم إلا بحجة، فخطر الصحبة كثير يحتاج العبد فيه إلى مزيد علم.

والأخبار والآثار في التحذير عن الخلطة والصحبة كثيرة، والكتب بها مشحونة، وأجمع الأخبار في ذلك ما أخبرنا الشيخ الثقة أبو الفتح بإسناده السابق إلى أبي سليمان قال حدثنا أحمد بن سلمان النجاد، قال حدثنا محمد بن بونس الكريمي، قال حدثنا محمد بن منصور الجشمي، قال حدثنا مسلم ابن سالم.

قال حدثنا السري بن يحيي، عن الحسن، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأتين على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من فر بدينه من قرية إلى قرية، ومن شاهق إلى شاهق، ومن حجر إلى حجر، كالثعلب الذي يروغ.

قالوا ومتي ذلك يا رسول الله؟

قال: إذا لم تنل المعيشة إلا بمعاصي الله، فإذا كان ذلك الزمان حلت العزوبة. قالوا وكيف ذلك يا رسول الله وقد أمرتنا بالتزوج؟

قال: إنه إذا كان ذلك الزمان كان هلاك الرجل على يد أبويه، فإن لم يكن له أبوان فعلى يد زوجته وولده.

فإن لم يكن له زوجة ولا ولد فعلى يد قرابته.

قالوا وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: يعيرونه بضيق المعيشة فيتكلف مالا يطيق حتى يوردوه موارد الهلكة.

وقد رغب جمع من السلف في الصحبة والأخوة في الله، ورأوا أن الله تعالى من على أهل الإيمان حيث جعلهم إخوانا، فقال سبحانه وتعالى:

{واُذْكُرُوا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوانًا} (١).

وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وبِالْمُؤْمِنِينَ وأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ولكِنَّ الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} (٢).

وقد اختار الصحبة والأخوة في الله تعالى سعيد بن المسيب، وعبد الله ابن المبارك وغيرهما.

وفائدة الصحبة أنها تفتح مسام الباطن، ويكتسب الإنسان بها علم الحوادث والعوارض.

قيل: أعلم الناس بالآفات أكثرهم آفات - ويتصلب الباطن برزين العلم، ويتمكن الصدق بطريق هبوب الآفات، ثم التخلص منها بالإيمان.

ويقع بطريق الصحبة والأخوة التعاضد والتعاون، وتتقوى جنود القلب، وتستروح الأرواح بالنشام، وتتفق في التوجه إلى الرفيق الأعلى، وصير مثالها في الساهد كالأصوات إذا اجتمعت خرقت الأجرام، وإذا نفردت قصرت عن بلوغ المرام.

ورد في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن كثير بأخيه.

وقال الله تعالى: مخبرا عمن لا صديق له: {فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (١٠٠) ولا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} (٣).

والحميم في الأصل الهميم إلا أنه أبدلن الهاء بالحاء لقرب مخرجهما، إذ هما من حروف الحلق، والهميم مأخوذ من الاهتمام، أي يهتم بأمر أخيه، فالاهتمام بمهم الصديق حقيقة الصداقة.

__________

١) سورة آل عمران: آية رقم:١٠٣.

٢) سورة الأنفال: آية رقم:٦٢،٦٣.

٣) سورة الشعراء: آية رقم:١٠٠،١٠١.

وقال عمر: إذا رأي أحدكم ودا من أخيه فليتمسك به، فقلما يصيب ذلك.

وقد قال القائل:

وإذا صفا لك من زمانك واحد ... فهو المراد وأبن ذاك الواحد

وأوحي الله تعالى إلى داود عليه السلام قال: با داود مالي أراك منتبذا وحدك؟

قال: إلهي قليت الخلق من أجلك.

فأوحي الله إليه يا داود كن يقظانا، مرتادا لنفسك إخوانا، وكل خدن لا يوافق على مسرتي فلا تصحبه فإنه عدو يقسي قلبك، ويباعدك مني.

وقد ورد في الخبر: إن أحبكم إلى الله الذين يألفون ويؤلفون، فالمؤمن آلف مألوف. وفي هذا دقيقة، وهي أنه ليس من اختار العزلة والوحدة لله يذهب عنه هذا الوصف، فلا يكون آلفا مألوفا.

فإن هذه الإشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخلق الجبلي وهذا الخلق يكمل في كل من كان أتم معرفة ويقينا، وأرزن عقلا، وأتم أهلية واستهدادا، وكان أوفر الناس حظا من هذا الوصف الأنبياء ثم الأولياء، وأتم الجميع في هذا نبينا صلوات الله عليه.

وكل من كان من الأنبياء أتم ألفة أكثر تبعا، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان أكثرهم ألفة وأكثرهم تبعا وقال: تناكحوا تكثروا فإني مكاثر بكم الأمم يوم الأمم.

وقد نبه الله تعالى على هذا الوصف من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك.

وإنما طلب العزلة فيه أكثر في الابتداء، ولهذا المعني حب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلوة في أول أمره، وكان يخلو في غار حراء، ويتحنث الليالي ذوات العدد.

وطلب العزلة لا يسلب وصف كونه آلفا مألوفا، وقد غلط في هذا قوم ظنوا أن العزلة تسلب هذا الوصف، فتركوا العزلة طلبا لهذه الفضيلة، وهذا خطأ.

وسر طلب العزلة لمن هذا الوصف فيه أتم من الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ما أسلفنا في أول الباب أن في الإنسان ميلا إلى الجنس بالوصف الأعم.

فلما علم الحذاق ذلك ألهمهم الله تعالى محبة الخلوة والعزلة لتصفية النفس عن الميل بالوصف الأعم، لترتقي الهمم العالية عن ميل الطباع إلى تألف الأرواح، فإذا وفوا التصفية حقها أشرأبت الأرواح.

إلي جنسها بالتألف الأصلي الأولى، وأعادها الله تعالى إلى الخلق ومخالطتهم مصفاة، واستنارت النفوس الطاهرة بأنوار الأروتح.

وظهرت صفة الجبلة من الآلفة المكملة آلفة مألوفة، فصارت العزلة من أهم الأمور عند من يألف فيؤلف.

ومن أدل الدليل على أن الذي اعتزل آلف مألوف حتى يذهب الغلط عن الذي غلط في ذلك وذم العزلة على الإطلاق من غير علم بحقيقة الصحبة وحقيقة العزلة، فصارت العزلة مرغوبا فيها في وفتها، والصحبة مرغوبا فيها في وقتها.

قال محمد بن الحنيفة رحمه الله: ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا حتى يجعل الله له منه فرجا.

وكان بشر بن الحارث بقول: إذا قصر العبد في طاعة الله سلبه الله تعالى من يؤنسه.

فالأنيس يهيئه الله للصادقين رفقا من الله تعالى وثوابا للعبد معجلا.

والأنيس قد يكون مفيدا يكون كالمشايخ، وقد يكون مستفيدا كالمريدين.

فصحيح الخلوة والعزلة لا يترك من غير أنيس، فإن كان قاصرا يؤنسه الله بمن يتمم حاله به، وإن كان غير قاصر يقيض الله تعالى له من يؤنسه من المريدين.

وهذا الأنس ليس فيه ميل بالوصف الأعمم، بل هو بالله ومن الله وفي الله.

روي عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المتحابون في الله على عمود من ياقوته حمراء، في رأس العمود سبعون ألف غرفة مشرفون على أهل الجنة يضئ حسنهم لأهل الجنة كما تضئ الشمس لأهل الدنيا.

فيقول أهل الجنة انطلقوا بنا ننظر إلى المتحابين في الله عز وجل، فإذا أشرفوا عليهم أضاء حسنهم لأهل الجنة كما تضئ الشمس لأهل الدنيا، عليهم ثياب سندس خضر، مكتوب على جباههم هؤلاء المتحابون في الله عز وجل.

وقال أبو إدريس الخولاني لمعاذ: إني أحبك في الله، فقال له أبشر ثم أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ينصب لطائفة من الناس كراسي حول العرش يوم القيامة، وجوههم كالقمر ليلة البدر، يفزع الناس ولا يفزعون، ويخاف الناس ولا يخافون، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فقيل: من هؤلاء يا رسول الله؟ قال: المتحابون في الله عز وجل.

وروي عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل: حقت محبتي للمنحابين في، والمتبادلين في، والمتصادقين في.

أخبرنا الشيخ أبو الفتح محمد بن عبد الباقي إجازة قالأنا أحمد بن الحسين ابن خيرون قال أنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله المحاملي قال أنا أبو القاسم عمر ابن جعفر بن محمد بن سلام قال أنا أبو اسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي.

قال: حدثنا حماد عن يحيي بن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

ألا أخبركم بخير من كثير من الصلاة والصدقة؟ قالوا: وما هو؟ قال:

إصلاح ذات البين، وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة.

وبإسناد إبراهيم الحربي عن عبيد الله بن عمر عن أبي أسامة عن علد الله ابن الوليد عن عمران بن رباح قال: سمعت أبا مسلم بقول: سمعت أبا هريرة بقول الخبر، وفي الخبر نحذير عن البغضة، وهو أن يجفو المختلي مقتا لهم وسوء ظن بهم، وهذا خطأ.

وإنما يريد أن يخلو مقتا لنفسه وعلما بما في نفسه من الآفات وحذرا على نفسه من نفسه، وعلى الخلق أن يعود عليهم من شره.

فمن كانت خلوته بهذا الوصف لا يدخل تحت هذا الوعيد. والإشارة بالحالقة يعني أن البغضة حالقة للدين، لأنه نظر إلى المؤمنين والمسلمين بعين المقت.

وأخبرنا الشيخ أبو الفتح بإسناده إلى إبراهيم الحربي، قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا أبو عاصم عن ثور عن خالد بن معدان.

قال: إن لله تعالى ملكا نصفه من نار ونصفه من ثلج، وإن من دعائه اللهم فكما ألفت بين هذا الثلج وهذه النار فلا الثلج يطفئ النار ولا النار تذيب الثلج ألف بين قلوب بادك الصالحين.

وكيف لا تتألف قلوب الصالحين وقد وجدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقته العزيز بقاب قوسين، في وقت لا يسعه فيه شيء، للطف حال الصالحين وجدهم في ذلك المقام العزيز.

وقال السلام علىنا وعلى عباد الله الصالحين، فهم مجتمعون وإن كانوا متفرقين، وصحبتهم لازمة، وعزيمتهم في التواصل في الدنيا والآخرة جازمة.

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو أن رجلا صام النهار وقام الليل وتصدق وجاهد ولم يحب في الله ولم يبغض فيه ما نفعه ذلك.

أخبرنا رضي الدين أحمد بن إسماعيل بن يوسف إجازة إن لم يكن سماعا، قال أنا أبو المظفر عن والده أبي القاسم القشيري.

قال سمعت أبا عبد الرحمن السلمي بقول: سمعت عبد الله بن المعلم يقول: سمعت أبا بكر التلمساني بقول: اصحبوا مع من يصحب مع الله لتوصلكم بركة صحتهم إلى صحبة الله.

وأخبرنا شيخنا ضياء الدين أبو النجيب إجازة، قال أنا عمر بن أحمد الصفار النيسابوري إجازة، قال أنا أبو بكر أحمد بن خلف.

قال أنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت أبا الأصفهاني يقول:

سمعت أبا جعفر الحداد يقول: سمعت على بن سهل يقول: الأنس بالله تعالى أن تستوحش من الخلق إلا من أهل ولاية اله، فإن الأنس بأهل ولاية الله هو الأنس بالله.

وقد نبه القائل نظما على حقيقة جامعة لمعاني الصحبة والخلوة وفائدتها وما يحذر فيها بقوله:

وحدة الإنسان خير ... من جليس السوء عنده

وجليس الخير خير ... من قعود المرء وحده


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!