موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب المبادئ والغايات فيما تحوي عليه حروف المعجم من المعاني والآيات

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ فخر الدين عبد اللّه أبى الحسن على بن أحمد ابن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن محمد التجيبى الحرّالى

[معنى حرف «ص»]

 

 


واعلم أنّ هذه الحروفَ لما كان فيها جوامعُ تتطابقُ ظاهرًا لباطنٍ، وكان منها حروفٌ تختصُّ بتفاضلٍ، كان ما يعبِّرُ عن مطابقةِ بعضٍ لبعضِ ظاهرِ الباطنِ لمجرى يقعُ، وانتفاعٍ هو حرفُ الصادِ، وهو اسمٌ لما بين إحاطتين عليّتين يكونُ أحدُهما أظهرَ الذي منه اسمُ الصادقِ، ثُمّ لكلِّ ظاهرٍ مطابقٌ لباطنٍ في نحوِ ما يشيرُ إليه قولُه تعالى: ﴿ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحجرات: 15]، فمطابقُ القولِ: لعلمه صادقٌ، ومطابقُ العملِ لمقصده الصحيحِ صادقٌ، فلمطابقة القرآنِ الموجودِ كلِّه كان هو الصدقُ، فيما يشيرُ إليه قولُه تعالى: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ﴾ [الزمر: 33]، ومما وقعت به المطابقةُ تفصيلًا بحسبِ ذلك التفصيلِ الذي وقع فيه التفاوتُ في أيِّ الرتبِ وقع، والصدقُ المكملُ ما تحيطُ مطابقتُه، ولا يخرجُ عنه شيءٌ، ولذلك كان الصِدِّيقُ مَن بنى أمرَه على ألّا يزد على الصدقِ، ولا يزنُ بميزانٍ منِ عقلهِ بل يقبلُ منه كلَّ القبولِ ما جاء به ممّا يعلمُ كنهَه، وممّا لا يعلمُ كنهَه، ولا يختلفُ حالُه في ذلك، ولإحاطةِ هذا العينِ في القبولِ وجب الانفرادُ فيه، فلذلك كان الصِّدِّيق -رضي اللهُ عنه- منفردًا في محلِّه، وكان به قولُ ولا تسريب في شيءٍ منِ أمرِه هذا المعنى الذي هو القبولُ على أتمِّ أحوالهِ منسوبًا إلى الصدرِ الذي هو أفقُ القلبِ إذ كان الصدقُ به مما يرجعُ إلى سعةِ القلبِ، وإليه الإشارةُ بقولهِ -عليه السلامُ- للصحابةِ: «ما فضلكم أبو بكر بصلاةٍ ولا صيامٍ إلا بشيءٍ وقرَ في صدرِه».

* * *


hXPh3Gy1sKg

 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!