المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
النفحات الإلهية
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
نفحة الهية بوارد شريف
يتضمن كشف سر التذكر الإنساني و النسيان و سر التدبر و التفكر و سبب صحة اضافة التدبر الى اللّه سبحانه و الى الكمل من عباده دون التفكر، و حال الكمل من خلفاء الحق و حكمهم و حكم الأرواح الجزئية في ذلك، و الفرق بين الكمل و غيرهم من الأناسي في هذا الامر، و صورة تجليهم بالعلوم المكتسبة و الفكر و التدبر ايضا، و صورة تلقى اهل اللّه العلوم الوهبية على اختلاف ضروبها من كتابة و إلقاء و لقاء ملكى و ربانى بواسطة الصورة المتمثلة و مواد الحروف و الكلمات المسموعة و المشهودة و بدون واسطة صورية، و ان لم يرتفع حكم الوسائط الروحانية و المرتبية ما دام التفكر و التدبر ثابتى الحكم في محل صاحبهما، و برفع الوسائط و الحجب الكونية مطلقا .
و بيان المخاطبات الربانية متى تعينت بصور الكلمات و الحروف و الأصوات،
فان الوسائط الكونية و ان ارتفعت إذ ذاك، فان الصورة المشهودة و الأدوات المفصلة لمطلق الخطاب حجب على حقيقة الكلام، و الكلام من حيث هو مسمى بهذا الاسم حجاب على حقيقة العلم، و العلم من حيث ما يقال فيه انه صفة للحق او نسبة معينة من نسب ذاته المطلقة الثابتة الاحدية من كل وجه حجاب على الحق المطلق .
و يتضمن هذا الوارد ايضا كشف سرّ التجليات الربانية الصورية، فإنها من تجليات الأسماء و الصفات، او قل من تعينات الذات بحسب الشئون و النسب و الإضافات .
و من جملة ما تشتمل عليه هذه الرسالة ايضا بيان ان العلوم الحاصلة من امثال هذه التجليات بشرط ارتفاع الوسائط و المواد الكونية هي اول اقسام العلم اللدني، ثم نبين القسم الأعلى من العلم اللدني ما هو و بما ذا يتلقاه آخذه و باى استعداد يقبله، و تنبّه على ان للكمل من خلفاء الحق علوما الهية اعلى و اعز و اشرف من العلوم اللدنية و ان قوله: وَ لََا يُحِيطُونَ بِشَيْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلََّا بِمََا شََاءَ ( 255البقرة) إشارة الى ذلك العلم، و نبيّن ايضا ان للََّه تعالى عبادا يطلعون بهذا العلم على سرّ القدر و يرون الممكنات المعدومة قبل تلبسها بالوجود المفاض من الحق، و كيف و متى تتلبس بالوجود بموجب سبق العلم و صورة مرور ما سيدخل منها في الوجود على الحضرات الوجودية الإلهية منها و الكونية و في خلال ذكر هذه الاسرار يقع التنبيه بطريق التضمن على سر التصوف الحقيقي عند المحققين لا المتصوفين و سبب انتسابه و بيان حال أربابه في نفس الامر، و تقرير ان مذهبهم اشرف المذاهب و أولاها و اسد طرق اليقين و أعلاها، و في ضمن ذلك كله تورد اسرار و تشرف من علم الحق انوار لم تتعين الان الترجمة عنها حسب تقدير الحق و اختياره، وَ اللََّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ( 4الأحزاب) .