المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
رسالة النصوص
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي ابان بمستقرّات الهمم مراتب علم اليقين وعينه وحقّه ودرجاته ، وأوضح بسكون قلق الطَّالبين حال الوصول إلى منتهى شأو نفوسهم تفاوت درجاتهم في منازل معرفته سبحانه وتقريباته ، وميّز خاصّته من بين الخلق بان لم يجعل لهم غاية سوى ذاته من جميع عوالمه وحضرات أسمائه وصفاته ، بل جعل منتهى مدى هممهم اشرف متعلَّقات علمه الذاتي وأعلى مراداته ، حتى صار نهاية مرادهم وغاية مرماهم م يريده بذاته لذاته ومن جهة أعلى حيثيّات شؤونه الاصليّة الأول وارفع تعيناته فهو سبحانه عين علمهم اليقيني وعينه وحقّه ، في ساير مراتب علمه الذاتي المتعلق به أول ثم بمعلوماته مع استهلاكهم فيه من حيث هم وبقاء حكمهم وسرايته في جميع موجوداته وحضراته . وصلى الله على المتحقّق به من حيثيّة الشهود الأكمل ، والعلم الأتم ، الأشرف الأشمل مع دوام الحضور معه سبحانه في جميع مواطنه وأحواله ومقاماته ومراتبه ونشأته ، سيّدنا محمد صلى الله عليه وآله ، والصفوة من أمّته وإخوانه ، الحائزين ميراثه الاتمّ المشتمل على علومه وأحواله ومقاماته مع تحقّقهم بنتائج حظوظهم الاختصاصيّة المميّزة ايّاهم عنه التي تميّز بها خواص الوسائط وثمرات التبعية واحكام الحدّ والروابط ، صلاة مستمرّة الحكم دائمة الاتباع دوام الزمان من حيث حقيقته الكليّة وصور أحكامها التفصيليّة المعبّر عنها بسنينه وشهوره وايّامه وساعاته .