موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

مسائل المراسلات

بين صدر الدين القونوي ونصير الدين الطوسي

 

 


[ المسألة الثالثة : المسمّى بالوجود العامّ المشترك من كونه وجودا فقط هل هو من جملة الممكنات أم لا ؟ ]

المسألة الثالثة : المسمّى بالوجود العامّ المشترك من كونه وجودا فقط هل هو من جملة الممكنات أم لا ؟ فإن كان ممكنا ، فهل له حقيقة وراء كونه وجودا أم لا ؟

إن كان له حقيقة وراء كونه وجودا مع القول بأنه أمر مشترك بين جميع الممكنات ، فنقول : فذلك الأمر المشترك إما أن تعتبره من حيث هو وجود مع قطع النظر عن حقيقته ، أو تعتبره منضمّة إليه حقيقته . فإن اعتبرت ماهيته مع وجوده متضمّة في معنى الاشتراك ، لزم * حينئذ أن يكون بعض الممكنات من حيث ماهيته ووجوده أمرا مشتركا بين جميع الممكنات .

وإن لم تعتبر ماهيته منضمة مع وجوده في معنى الاشتراك على نحو ما قلنا ، لزم أن يكون أوّل صادر عن الحقّ هو ذلك الوجود ، لا العقل الأول . وإن لم تكن له حقيقة وراء كونه وجودا ، لزم * التناقض ، لأنّ التقدير تقدير أنّ الماهيات غير مجعولة . وهذا الوجود العام إذا لم يكن له حقيقة وراء كونه وجودا ، لزم أن يكون نفس وجوده هو نفس ماهيته . فلم يكن إذا ممكنا ، لأنّ الممكن هو المفتقر في استفادة وجوده من الواجب . وهذا غنيّ في ثبوت وجوده له لكون وجوده نفس ماهيته ، والماهيات غير مجعولة . فالوجود العام على هذا التقدير غير مجعول . فهو مستعن بذاته عن واجب الوجود ، وقد فرض ممكنا . هذا خلف .

وأيضا يعسر حينئذ تحقّق الفرقان بين وجود الحق والوجود العام ، فإنّ المفهوم من حكم الإمكان ، كما أحاط به العلم الشريف ، هو تساوي قبول الممكن الظهور بالوجود واللاظهور وافتقاره إلى المرجّح . وهذا المعنى على تقدير صحّة ما ذكر لا يصدق على الوجود العام . فإنه ذاتي له كونه وجودا بسيطا وإنه غنيّ في ثبوت وجوده له عن سواه ، لأنه وجود غير مجعول . ولم يكن ممكنا بل واجبا . ويلزم أيضا أنه ليس ثمة وجود فائض من الحق ، لأنّ هذا الوجود المذكور شأنه على هذا التقدير غير مجعول لما مرّ بيانه . فكونه * عارضا لغيره وصف ذاتي له غير مجعول ، لأنه لذاته يقتضي العروض ، فهو غير مفاض من غيره .

فإن قيل بأنّ علة عروض الوجود العامّ للممكنات هو الحق ، ليس أنّ الوجود العام ، وإن كان غير مجعول ، يقتضي لذاته أن يكون عارضا لشيء ، فنقول : لا نسلّم جواز ذلك ، فإنه يلزم منه أن يكون الحاصل من فيض الحق وأثره في الممكنات هو عروض ما ، ليس بمجعول ، لكل ما ليس بمجعول ، لا غير . والعروض نسبة ، وتحقّق كل نسبة موقوف على المنسوب والمنسوب إليه . فلو كان كذلك ، لزم عدم استقلال الواجب بالإيجاد وأنه باطل . ولزم أيضا أنه لم يصدر إذا من الحق لا وجود مشترك ولا فيض أصلا ، فلا يكون الحق مبدأ لوجود شيء ولا علة له . وهذا باطل .

وأما على تقدير صحّة قول من يدعي أنّ وجود الحق صفة لأنيته وأنّ له سبحانه حقيقة وراء الوجود الواحد ، يعسر الأمر أيضا ، لأنه يلزم حينئذ أن يكون الوجود العام أتمّ بساطة من الحق مع مضاهاته إياه في الأمور والاعتبارات المذكورة . فيكون بينهما اشتراك من وجه وامتياز من آخر ، وما به الاشتراك غير ما به الامتياز ، فيلزم أن يتعقل في كل منهما تركيب ما ، وقد فرضناهما بسيطين . هذا خلف .

وإن قيل بأنّه مع كونه لا حقيقة له وراء كونه وجودا ، فإنه قابل من الحق فيضه ، فنقول : هذا الفيض المقبول إن كان وجودا ، فقد قيل باستفادة ما هو حاصل له ، إن كان عين الوجود الثاني هو الأول . وإن ثبتت المغايرة بين الوجود المقبول وبين الأمر المسمّى بالوجود العام ، فقد حصل وجودان أحدهما مجعول والآخر غير مجعول . والمشترك بين جميع الممكنات إما الوجود الأول أو الثاني أو هما معا . إن كان الأول ، فلا اعتبار للفيض الوجودي الثاني ولا أثر له . ولزم ما قلنا من أنّ ذلك يقضي بعدم صدور شيء من الحق وعدم حصول فيض أصلا . وإن كان الثاني ، فلا اعتبار لتسمية الوجود العامّ قبل ذلك وجودا عامّا مشتركا ولا صحّة له ، بل حكمه حكم باقي الماهيات الممكنة القابلة للفيض الوجودي من الحقّ . وإن توقف الإيجاد على الأمرين معا ، أعني الفيض الوجودي والقابل الأول المسمّى بالوجود العام ، لزم أن لا يكون المشترك بين الممكنات وجودا واحدا ، بل هما وجودان . فيبطل القول بأنّ الوجود المشترك بين جميع الممكنات واحد . هذا خلف . ويلزم أيضا أن يكون جزء علة في اتصاف جميع الممكنات بالوجود . فلم يكن الموجد واحدا ، فإنّ ثبوت الصدور والفيض المضافين إلى الحق يتوقف على هذا الأمر المسمّى بالوجود العامّ . فلا توجد ماهيته إلا ووجوده متوقف عليهما .

وهذا أيضا باطل .

ثم نقول أيضا : هذا الوصف الثابت لهذا الوجود العامّ إما أن يصحّ له لكونه ممكنا أو لأمر آخر ، ولا جائز أن يصح له ذلك لإمكانه ، وإلا لاشتركت الممكنات كلها في ذلك . وإن صح له ذلك لا لإمكانه بل لأمر آخر ، فذلك الأمر الآخر إمّا أن يكون الحق أو سواه . إن كان الحق ثبت إمكان هذا الوجود وفقره وكونه مجعولا دون جميع الماهيات الممكنة ، وقد تقرر أنّ الماهيات غير مجعولة . هذا أيضا على هذا التقدير باطل .

فإن قيل ، إنّ ذلك الأمر لم يصحّ للوجود العامّ من الحق ولم يثبت له أيضا لإمكانه ، بل ذلك من أمر ثالث ، فنقول : هذا أيضا باطل ، لأنّ ما سوى الحق ممكن . هذا مما لا نزاع فيه لما يلزم من المفاسد متى أهمل ثبوت هذا الأصل ولأنه ليس ثمة أمر ثالث ينسب إليه ذلك .

وإن قيل ، إنّ حكم الوجود العامّ حكمه حكم باقي الكليّات وإنه من حيث هو كذلك لا يكون له وجود في عينه ، وصحّ أنّ الماهيات ليست بأمور وجوديّة ولا مجعولة ، بل ظهرت بهذا الوجود العام كما مرّ ، لزم أن يتحصّل من مجموع ما لا يقوم بنفسه ولا وجود له في عينه ، أعني الوجود العام . والماهيات ما يقوم بنفسه ويتحقق وجوده وإدراكه في الأعيان ، ويكون لكل واحد من الوجود ولماهيته تعيّن في الخارج .

فيكونان حينئذ وجودين مع عدم تجدد أمر ثالث ينسب إليه الأثر غير نسبة الاجتماع . وقد فرضنا بخلاف ذلك . فكيف الأمر ؟

هذا وإن كان عندنا ما هو من هذا القبيل ، كالهيولى والصورة والكيفيات الأربعة الطبيعية أيضا التي هي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والطبيعة المتعلقة الجامعة بينها . فإنّ كلّا منها ليس له متى أهمل ثبوت هذا الأصل ولأنه ليس ثمة أمر ثالث ينسب إليه ذلك .

وإن قيل ، إنّ حكم الوجود العامّ حكمه حكم باقي الكليّات وإنه من حيث هو كذلك لا يكون له وجود في عينه ، وصحّ أنّ الماهيات ليست بأمور وجوديّة ولا مجعولة ، بل ظهرت بهذا الوجود العام كما مرّ ، لزم أن يتحصّل من مجموع ما لا يقوم بنفسه ولا وجود له في عينه ، أعني الوجود العام . والماهيات ما يقوم بنفسه ويتحقق وجوده وإدراكه في الأعيان ، ويكون لكل واحد من الوجود ولماهيته تعيّن في الخارج .

فيكونان حينئذ وجودين مع عدم تجدد أمر ثالث ينسب إليه الأثر غير نسبة الاجتماع . وقد فرضنا بخلاف ذلك . فكيف الأمر ؟

هذا وإن كان عندنا ما هو من هذا القبيل ، كالهيولى والصورة والكيفيات الأربعة الطبيعية أيضا التي هي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والطبيعة المتعلقة الجامعة بينها . فإنّ كلّا منها ليس له وجود متعيّن في الخارج وجميع الأجسام المدركة في الخارج متحصلة من هذه المعاني المعقولة كما سأشير إليه في مسألة أخرى على حدة ، إن شاء اللّه تعالى .

[ جواب المسألة الثالثة ]

قوله : « المسمّى بالوجود العام المشترك من كونه وجودا فقط » إلى قوله : « وهذا خلف » . .

أقول : الوجود العام المشترك لا يتحقق إلا في العقل ، وكذلك في كل أمر عامّ مشترك . وذلك أنّ الشيء العيني لا يقع على أشياء متعددة . فإنه إن كان في كل واحد من تلك الأشياء ، لم يكن شيئا بعينه ، بل كان أشياء . وإن كان في الكلّ من حيث هو كلّ ، والكلّ من تلك الحيثية شيء واحد ، فلم يقع على أشياء . وإن كان في الكلّ بمعنى التفرّق في آحاده ، كان في كل واحد جزء من ذلك الشيء ، لا نفس ذلك الشيء . وإن لم يكن في شيء من الآحاد ، ولا في الكل ، لم يكن واقعا عليها . وبالجملة ، وقوعه على غيره لا يكون إلا حمله على ذلك الغير . والحمل والوضع لا يكون إلا في العقل . والوجود العامّ المشترك لا يمكن أن يكون إلا عقليّا . وإذا كان كذلك ، كان حصوله في العقل بسبب العقل ، وكان ممكنا . ويكون له وجود آخر هو بذلك الوجود يكون ثابتا في العقل . وهذا الوجود غير الأول ، فإذا هو وجود الوجود . ولكون الوجود من الألفاظ المشكّكة ، فإنه يقع عليهما لا بالتساوي . وإذا اعتبر معروض الوجود الثاني ، لم يقل إنه ماهية ، بل يقال : إنه وجود وله وجود ولوجوده وجود .

وهكذا إلى أن يقف الذهن . ولا يكون وجود شيء من تلك الوجودات نفس ذاته . وإذا تصوّر ذلك تصوّرا على الوجه الذي ينبغي ، سقط جميع الإشكالات المذكورة .

قوله : « وأيضا يعسر حينئذ تحقّق الفرقان بين وجود الحقّ والوجود العامّ » إلى آخره . .

أقول : الفرق هو أنّ وجود الحق عيني ، ليس له وجود عارض له ، والوجود العام عقلي ، لا يتحقق في غير العقل ، ويكون له وجود آخر عارض له ، إذا اعتبر كونه في العقل . والحق الذي لا مرية فيه أنّ واجب الوجود لذاته لا يمكن أن يكون إلا شيء عينيّ وجوده عين ذاته ، ولا يمكن أن يكون الموصوف بهذه الصفة إلا واحدا من كل جهة واجبا من كلّ اعتبار .


nbkuhZJSGVI

 

 

البحث في نص الكتاب

المراسلات بين صدر الدين القونوى ونصير الدين الطوسي

تتألّف هذه المراسلات من الأقسام التالية :

1 - المكتوب الفارسيّ من القونويّ إلى الطوسيّ.

2 - الرسالة المفصحة للقونويّ .

3 - أسئلة القونويّ .

4 - المكتوب الفارسيّ من الطوسيّ إلى القونويّ.

5 - أجوبة الطوسيّ .

6 - المكتوب الفارسيّ من القونويّ إلى الطوسيّ مع ملحق عربيّ يتعلق برسالة « رشح البال ».

7 - الرسالة الهادية للقونويّ .

وأفضل مخطوطة تحوي هذه المراسلات هب « آيا صوفيا » 2349 ، وهناك مخطوطات أخرى مثل:  « أسعد أفندي » 1413، و « شهيد علي باشا » 1415 ، و « حسن حسني » 1160 ، لكنها لم تتضمن الرسائل والمكاتيب كاملة.

ونقرأ في بداية مخطوطة « أسعد أفندي » 1413، أنّ « هذه النسخة الجليلة كتبت في حياة المؤلّف والشاهد لما قلنا ما رأيت في التقريظ » ( ورقة 48 آ ) . وإن صحّ ذلك فإنّنا نستنتج أنّ كلّ الرسائل المكتوبة بالعربيّة كانت قد جمعت في مجلّد واحد قبل وفاة القونويّ . وهنالك مخطوطتان تتضمنان المكاتيب الثلاثة التي كتبت بالفارسيّة وقد كتبت كلّها قبل وفاة عبد الرحمن الجامي . ويمكننا أن نعتبر أنّ المكاتبات بين القونويّ والطوسيّ حدثت فعلا . فنحن نعلم أنّ بعض التلاميذ كانوا يتتلمذون على القونويّ والطوسيّ في نفس الوقت ، وأشهرهم هو قطب الدين الشيرازي ( ت 710 ه / 1311 م ) .

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!