المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
مسائل المراسلات
بين صدر الدين القونوي ونصير الدين الطوسي
[ مسألة : في الموت ]
مسألة : الإنسان في هذه النشأة والدار يتعذر عليه التجريد التام المفسّر بانقطاع تعلق النفس المدبّرة للبدن عن البدن ، إذ لو انقطعت العلاقة بالكلية ، لكان الموت . فإنّ الموت ليس غير ما ذكرنا . وإذا تعذر انقطاع علاقة النفس عن تدبير البدن حال الحياة ، فلا تخلو النفس عن أحكام المزاج الطبيعي المدبّر فيما تدركه من الآلام واللذّات ، لا تخلص عن شوب الطبيعة وحكمها . فمن أين له أنّ ثمة آلاما ولذّات روحانية صرفة خالية عن أحكام الطبيعة ؟ وبأي برهان يثبت ذلك ؟ وما المستند فيه ؟ وهكذا اللذة والابتهاج المنسوبان إلى الحق سبحانه وتعالى . ولا يقال : إنا نجد لأنفسنا تلذذا بإدراك العلوم والمراتب السنية المستلزمة للحكم والجاه ، وليس ذلك من قبيل الملذوذات الطبيعية المعهودة . فإنا نقول : من الجائز أن تكون اللذات الطبيعية صنفين صنف كثيف وصنف لطيف . والكثيف هو المعهود إدراكه من الملذوذات الحسّية بالحواسّ ، كالمأكول والمشروب وغيرهما ونوع آخر هو مدرك للنفس من حيث القوى الباطنة ، كالذهن والخيال والتعقلات النفسانية الحاصلة حال التلبّس بالتدبير . والقوى والإدراكات الإنسانية لا تعرى بالكلية عن أحكام الطبيعة . ومن ادّعى أنّ ثمّ وراء ما ذكر آلاما ولذّات روحانية لا حكم للطبيعة فيها ، فعليه البرهان .
[ جواب مسألة : في الموت ]
قوله : « مسألة الإنسان في هذه النشأة والدار يتعذر عليه التجريد التام » إلى آخره . .
أقول : إنّ الحكماء تفحصوا عن ماهية اللذة ، واستقر رأيهم على أنها إدراك الملائم من حيث هو ملائم . ووجدوا ذات اللّه سبحانه بحيث لا يكون لها ملائم أشدّ ملائمة من نفس حقيقتها ، إذ لا مناسبة بينها وبين غيرها ، وإدراكها لنفسها أتمّ الإدراكات . فحكموا بأنّ اللذة التي لا تكون فوقها لذة إنما تكون له سبحانه . ثم نظروا في أحوال الواصلين إلى جنابه القدسي ووجدوا ذات اللّه تعالى والقرب منه ملائم لنفوسهم الكاملة ، وقد أدركوا بقدر استعداداتهم ذلك . فحكموا أنّ لذتهم لذة دائمة فوق لذّات هذا العالم .
وأما اللذات الحسّية والخيالية فوجدوها ناقصة زائلة مضمحلة . إذا دامت ، تبدلت بالآلام . فحكموا بأنّ هذه اللذات في نهاية الخسّة والركاكة .
فأعرضوا عنها فاشتغلوا بتحصيل اللذات الحقيقية وبإزاء اللذات الآلام . فإنّ الألم إدراك فوات الملائم * مع الاحتياج إليه ، أو حصول غير الملائم مع الاستغناء عنه . وظاهر أنّ البارئ تعالى لا يفوته ملائم ولا يحضره غير ملائم . وأنّ فوات اللذات الحقيقية ، بل الأحوال البدنية الملائمة مع قطع الطمع عن عودها ، أشدّ ألم . وقد عبّر عنه بنار اللّه الموقدة التي تطلع على الأفئدة .
nbkuhZJSGVI
البحث في نص الكتاب
المراسلات بين صدر الدين القونوى ونصير الدين الطوسي
تتألّف هذه المراسلات من الأقسام التالية :
1 - المكتوب الفارسيّ من القونويّ إلى الطوسيّ.
2 - الرسالة المفصحة للقونويّ .
3 - أسئلة القونويّ .
4 - المكتوب الفارسيّ من الطوسيّ إلى القونويّ.
5 - أجوبة الطوسيّ .
6 - المكتوب الفارسيّ من القونويّ إلى الطوسيّ مع ملحق عربيّ يتعلق برسالة « رشح البال ».
7 - الرسالة الهادية للقونويّ .
وأفضل مخطوطة تحوي هذه المراسلات هب « آيا صوفيا » 2349 ، وهناك مخطوطات أخرى مثل: « أسعد أفندي » 1413، و « شهيد علي باشا » 1415 ، و « حسن حسني » 1160 ، لكنها لم تتضمن الرسائل والمكاتيب كاملة.
ونقرأ في بداية مخطوطة « أسعد أفندي » 1413، أنّ « هذه النسخة الجليلة كتبت في حياة المؤلّف والشاهد لما قلنا ما رأيت في التقريظ » ( ورقة 48 آ ) . وإن صحّ ذلك فإنّنا نستنتج أنّ كلّ الرسائل المكتوبة بالعربيّة كانت قد جمعت في مجلّد واحد قبل وفاة القونويّ . وهنالك مخطوطتان تتضمنان المكاتيب الثلاثة التي كتبت بالفارسيّة وقد كتبت كلّها قبل وفاة عبد الرحمن الجامي . ويمكننا أن نعتبر أنّ المكاتبات بين القونويّ والطوسيّ حدثت فعلا . فنحن نعلم أنّ بعض التلاميذ كانوا يتتلمذون على القونويّ والطوسيّ في نفس الوقت ، وأشهرهم هو قطب الدين الشيرازي ( ت 710 ه / 1311 م ) .