المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
رسالة نفائس العرفان
تنسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
*** وهذا بحاجة إلى تحقيق !!!
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
وبه نستعين هذا كتاب من اللّه سبق من قبل أن فتق ورتق ضمّنه عهدا على من صدقه وصدق وميثاقا على من حقق وتحقق : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا واعلموا أن لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ
يا أُولِي الْأَلْبابِ ولكل سؤال جواب ، ولكل عمل حساب .
وبعد :
فيا جامع الأحباب ويا خلاصة جوهر الخطاب المفيد من فوائده لب الفؤاد في عين الصواب من فضل فيض حضرة العزيز الوهاب ، ويا مخبر خبر كل خبر عين خبره في عين خبره بالعجب العجاب ،
هذه حضرة حضيرة حضائر قدسك الجامع ونور أنوار آلائك الجائل اللامع ،
ومطلع مطالع طلعة اطلاع بيانك الطالع وعبد عبودية عبودة موضوعك التواضع ،
وبصر تبصرات بصيرة بصرك الخاشع ،
وسمع مسموعات استماع سمعك السامع الذي اخترناه لك قبل سبق السوابق ،
وألحقناه بك قبل لحق اللواحق ، قد أتيناه بك ومحقنا عنك آثار البقية ، ونزعنا من صدرك عن الغلول ،
وبشرنا به بمباشر أرواح الجبروت ومحونا عنه أحكام البشرية ، ورفعناه إذ رفعنا عنه بتخليق أخلاق الحق حجاب الأخلاق الخليقة ، وجعلناه موضوعا لمحمولك ، ولوحا حافظا لأقلام مقولك ، وكرسيا واسعا إلى مفترقات مجموعك .
وقد جربنا قدرتك في أملاك أفلاكه الدائرة ، واطلعنا في آفاق سماواته مصابيح كواكب أنوار الظاهرة ، وبسطنا بساط بسيطة قرة لأعينك الناظرة ،
فهو أحنّ إليك من بنانك ، نفي حلالة مرآة قلبه انجلا تجلي جمالك وجلالك وعلى أعلا معالي همم اهتمامه بإلهامك هذا بصرك الناظر ، وإنسان عين وجودك الحاضر ،
وقال العالم يستدل على إثبات وجود غيره ، والعارف يكشف عن شهود شاهد عينه .
وقال : الحائر من تعلق علمه بما يغاير موصوفه ، والعالم من تعرف إليه بمعروفه والمتحقق من كان معروفه عين عارفه ،
وقال : أكرم الكرماء من أثابك على تقربه بما لا يقدر عليه غيره فيتقرب إليك بنفسه .
سبيل السلامة وصراط الاستقامة القيام في كل حال باللّه والسماع في كل نطق من اللّه ، والأخذ في كل نطق من اللّه ، والأخذ في كل عطاء بيد اللّه ، وقال من تحقق بوحدانية اللّه تعالى حفظ أوساد باسمه الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، ومن استعاذ باللّه حق إستعاذنه قلب له عين الشيطان الرجيم باكسيرته
بسم اللّه الرحمن الرحيم .
قال : وإذا بدأ كل الموجود بأسره قدس الكليم وحضره ،
وقال : المتكلم العارف من استبدل بمعرفة نفسه على معرفة اللّه تعالى ،
ثم استدل باللّه سبحانه وتعالى على معرفة نفسه ، وبمعرفة نفسه على معرفة كل شيء : سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
وقال : العالم يتحقق بالحق من وجه الخلق والعارف يتحقق بالخلق من وجه الحق وقال من ليس له استناد ليس له مولى ، ومن ليس له مولى فالشيطان أولى به ،
وقال أسهل الطرق إلى اللّه تعالى أن ترد العلم في كل شيء إلى اللّه وتسمع في كل خير من اللّه ، ومن رضي باللّه تعالى رضيه اللّه تعالى ،
قال : صاحبك من استصحبك أحواله ، وشيخك من نفعتك أقواله وأفعاله ، وخليلك من خاللتك خلاله ، وحبيبك من استهلتك ذاته
وقال ربك من سرت فيك حقيقته وتجلت بك صورته وانجلت لك صنعته ،
وقال إذا صحت العبودية بصدق المحبة أفادت العبد صورة معبوده ،
وقال : خالقك من خلقك بأخلاقه ، وربك من استوى عليك بصفات أفعاله ، وإلهك من بطن فيك بصفات ذاته ، ورحمانك من وسمك بسمات أسمائه ، وأحدك هو الذي لا يفارقك مع عدم المغايرة
وقال : العبد مرآة معبوده ، والشاهد حضرة مشهوده ، والواحد من قام وجود موجوده بعين وجوده .
وقال : الجاهل من جهل نفسه ، والفاقد من غاب عن مشاهدة شيء من معلوماته ، وقال : كل مشتاق مؤمن وكل مشاهد محسن .
الأول علم علم اليقين ، والثاني عين اليقين ، وحق اليقين ليس معه شوق ولا شهود وإنما هو تحقيق الوجود بالوجود ،
وقال من سمع شاهد غائب عن غائب فهو متوهم ، ومن أبصر عينا استدل بها على غيب فهو محجوب ، ومن سمع ورد فهو عارف متمكن ،
وقال دليلك من ذلك بك عليك والمريد من تحقق بمراده في عين أستاذه .
وقال : السالك من اللّه باللّه للّه ، وقال من تصور مطلوبه في الخارج توهم حصوله عنده ، ومن تحقق من داخل إستراح من عناء السفر فإن الحاصل لا ينبغي ،
وقال : الوهم هو معرفة الشيء على غير ما هو عليه ،
وقال : المعبود من توهم أن أستاذه مخبر عن غيره متكلما بسواه .
وقال : من لم يجد شيخه لم يجد قلبه ، ومن لم يجد قلبه فقد ربه .
وقال : المتكلم من تكلم بلسان قلبه ، والناطق من نطق بلسان مريده بعد تجريده .
وقال : المريد الصادق بسره ناطق بربه الأستاذ عن عالم الجسم فيخبر الصادق عما شاهده من الحقائق ،
وقال : المريد الصادق عرش الاستوى رحمان أستاذه .
وقال : شيخك من فرغك منك وملاك منه ، وقال : أستاذك من أفرغ من أكسيرته على نحاس عواملك : صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً
وقال : قلب العبد المريد بيت أستاذه وجسمه قبره الذي يدفن فيه ،
وقال : لولا حجاب الجسم لظهر مكنون الغيب ، وقال :
الجسم حجاب من لا بصيرة له لأن الأجسام تجب بالأجسام والبصيرة روحانية لا تحجب بكثافة الجسم ،
وقال لم يبق بين بقاء بشرية العارف وبين تروحن الأرواح الإلهية وبين فنائها بالكلية في اللّه تعالى إلّا حجاب الوقت ،
وقال : العالم يحجبه كل شيء عن اللّه والعارف من عرف اللّه سبحانه وتعالى في كل شيء وبكل شيء ، فلا يحجبه شيء .
وقال سيدي من بعض مناجاته : إلهي أنت القائم بذاتك المتجلي بصفاتك الظاهر بأفعالك ، الباطن بما لا يعلمه إلّا أنت إلى آخر الورد وهو ورد الشيخ ( قدس اللّه سره العزيز ) .
وقال أيضا : الأعراف سور بين الجنة والنار ، لا من هذه لأنها مؤوين الخلق والأعراف مظاهر تجليات الملك الحق ،
وقال : البقاء المطلق نتيجة الفناء المحقق ، وحقيقة الفناء عدم الوجود ، ورفع حكم الغير وسلب قوة التمييز ،
وقال الوحدة لا تقبل الكثرة والكثرة وجوه تجليات الواحد الذي لا يحكم عليه العدد ، ولا يفتقر في قبول تجلياته إلى الغير ،
وقال : الصلاة من العبد شرط الحضور ، والمراقبة تفيد صورة روحانية نورانية لرقية البشرية عن عالم الفرق إلى عالم حضرة الجمع
فإذا حضرت ذلك الحضور وتلاشت في ذلك النور خلع عليه خلعة ربانية رحمانية فردانية ذاتية ، وهي صلاة اللّه على عبده المخصوص
فإذا أنذر بجمالها وتقلد بجلالها وتوجه بتاج كمالها وبرز في ملكوت القدس الأقدس كرامة لهذا النور الأنفس أعلن لسان الذكر الحكيم بالكلام القديم ،
فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ .
فإذا كان يوم انكشاف الساق وظهور يوم التلاق واندرجت الصلاة في الصلاة واضمحلت الصفات في الصفات وتجلت حقائق أم القرآن تلى لسان الأحدية : وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
وقال : أيام اللّه مظاهر شموس تجليات الربانية ومشارق أنوار معارفه الإلهية ، فإن اليوم عبارة عن طلوع الشمس إلى غروبها والمراد به النور بدلا من ظلمة الليل ،
فيه تبصر الأبصار وتهدي إلى المنافع وما يكون من المصالح وبنو آدم هم مظاهر العقول النورانية والإدراكات العرفانية بها يهتدي الأفكار إلى حضرة الوقائر الإلهي وتبصر البصائر تجلي جمال البهاء الرباني .
ولما كانت الأيام سبع ، ضرب مثلا من السبع المثاني هم مظاهر تجليات صفات الذات وهي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام ،
ثم القرآن العظيم وهو تجلي اسم الذات مسمى له الأسماء ، وموصوف الصفات ، ثم نزلت الثمانية الحملة العرشية وأبديت فتنزلت إلى السبع الأمرية السموية وأوحى في كل سماء أمرها ،
ثم أنبثت فتنزلت في آدم : الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً وإليه تنتهي الزيادة في حضائر القدس الناطق القدسية وهو المرئي بالأنظار في المشاهد المرضية والحجب الأقدسية وإنما يتجلى لكل أمة في إمامها ،
ولكل فرقة في غلامها ، وهم السبعون الألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب الذين وجوههم كالبدور والأقمار ، وكشموس النهار
وكما قال لهم حين سألوه هل تضامون في رؤية القمر ليلة التم أتضامون في رؤية وقت الظهيرة قالوا لا يا رسول اللّه
قال هكذا ترونه : وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ وهم السبعون ألف لوجه انتظامهم في السبع نهاية الأقدام الإيماني .
ومع كل واحد من السبعين عشرة آلاف ، وهي نهاية العدد وهم من انتظم معهم في القرآن الكريم ، وهذا اليوم هو اليوم المقدر بخمسين ألف سنة ، والمتجلي فيه برؤيته العظيمة ، ويقام الحكم بتخصيص الكلمة ذو المعارج في بسم اللّه الرّحمن الرّحيم قد جللناه بجلال جمال كمال الجلالة وأقمناه في مقام القيومية ، فاستقام على صراط الاستقامة استوى على سواء سبيل التعديل والعدالة كتب في توقيع ولايته بعد
بسم اللّه الرحمن الرحيم :
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فمنه القطب والإمام والغوث والفرد والخليفة والمحقق ،
ومن دونهم يعدون جملة أعدادهم ويمدون بسرائر إمدادهم فيادجة الهو والجلالة وبالألأ الأملاك الإله : فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها واللّه ولي التوفيق .
وقال وقد شكى إليه الخوف الوهمي فقال : أتخاف واللّه تعالى معك
قلت : مالي عادة بالنوم على قارعة الطريق
فقال لي نعم ثم واحمد اللّه الذي حملك على ظهر اللطف وأدخلك على سعة الرحمة ، وأجلسك على بساط الأنس
وقال : لم تزل هي تظهر دورا بعد دور ، وكورا بعد كور فيمن يعلم ولا يعلم ، وفيمن ينطق ومن لا يتكلم كما جرت السنة من تقاسيم النور من إبراهيم الخليل إلى إسحاق وإسماعيل ،
ثم تفرغت في الإسرائيلية إلى النبوية والولاية الخضرية وبقية السريرة الإسماعيلية تظهر في البهم وتندرج في الأعماق الحمق العمي حتى أطلع اللّه تعالى بشمسها من مطلعها وجلي طلعتها عن خمارها وبرقعها واللّه ولي التوفيق والتحقيق .
وقال كل من يصدق عليه الوجود يصدق عليه العدم وليس النظام القديم يمنخرم ، ومن علم ما جهل جهل ما علم ومدد الواحد من جميع جهاته ولا ينحصر ولا ينحسم لسانه القادر ناطق بجوامع الكلم الأول بسوابقه الأخر بلواحقه ، الظاهر بجلاله الباطن بجماله .
وقال : الكلام بوحدته لا يقال عنها بلسان الكثرة الموصوفة وذاته لا يشار إليها بعبارة العلوم المحيطة فهي لا مجهولة ولا معروفة ومراتب تجليات لا تنكر ،
مع أنها في كثرة لا تتناهي وقيومية حياته لا تجهل مع أنه لا يعرفها سواه حطت مستقيم لا يميل ولا ينحرف ومدة مداد نقطتها لا تتغير ولا تختلف ودورات أدواره تسير ولا تقف ، وتستمر ولا تنعرف ،
فسبحان من لا تدركه الأبصار مع أنه مرئي بها في الدار الآخرة كرؤيته ضياء الشمس النهار وكل شيء عنده بمقدار .
وقال : إذا رأيت الواحد من جميع جهاته جاءك بصورة غيرك فاستر أحديتك بمرتبة من مراتب الفرق وإياك أن يراك بعين من عيون سواه ، واحذر فإن فيه عيون محرقة فإن ذلك لواقع ما له من دافع ،
وقال إذا رأيت اللّه سبحانه وتعالى ورأيت معه غيره فاستره عنه بحجاب الغيرة وإيّاك وروية البريا ،
فإنه الناظر إليك في كل صورة وعين والمطلع عليك من كل وجه ، وإنما الخوف من الحق إذا أتى بالفرق في الخلق
وقال الكائن في العما ما خرج عنه إلّا في حق البصير ، والكائن في عما الخلق هو الحق والبصير بنور اللّه تعالى هو الذي عرف اللّه باللّه فهو في حقه بالصمدانية التي لا ظهر لها ولا بطن ولا قرب ولا بعد ، فأعوذ باللّه من ظلمات وعماوة الأغمار ،
وقال خف اللّه تعالى إذا أبصرته فوق حجاب العز في بساط الحكم وجرد سيوف الإبعاد من قراب الحق وبرز عرش العظمة فإن شئت السلامة فتدرع بدروع الطاعة والموافقة ، وانظر إلى الواحد بعين المعرفة ،
لا يحل في شيء سواه فإن الأشياء موجودة معه في المجاز معدومة بالحقيقة ،
وقال كتب اللّه على نفسه أن لا يدخل قلبا فيه سواه ولا يظهر لعين رأت غيره في مرآة ،
وقال من نسي اللّه نسيه اللّه ونسيان اللّه لعبده هو أن يتجلى لعبده أبدا من وجه الغير في حجاب الغابر ونسيان العبد لربه هو عما بصيرته عن رؤية عين من عيون اللّه .
وقال : معصيته القلب رؤية الغير مطلقا لأنه هو الكنز الخفي ومعصيته العقل معارضة الحق بالحجج الداحضة ، ومعصيته النفس خرق حجاب الحكمة .
وقال : إذا جاءك الواحد في صورة المتعلم
وقال لك عرفني من أنت فدله عليه من الوجد الذي جاءك به وعنه فإن أقرك على ذلك وقرّ لك به فدله عليك من الوجه الذي أنت به عنده به ،
فإن ثبت بذلك فاستعن به علمه وقل أنت المعروف الذي لا يجهله سواه فتكون أنت المتعرف لك بك حتى يكون ذلك سببا لسلب عارضه البقية عن حضرة بقاء وحدانيتك .
وقال الأحد الفرد أنا الأول بالرحمن والآخر بالإنسان الظاهر بالخلق الباطن بالحق ، فمن عرفني كذلك حشرت أخباره في أولى وأعدت ظاهره في باطني حتى يصير أزليا لا آخر لأوله وصمدانيا لا ظاهر لباطنه ،
وقال : النفوس محجوبة بعالم الأجسام وتدبير المخيلات والأوهام والعقول هي الأرواح المتوجة إلى المعارف الإلهية المصطلمة بأنوار التجليات الربانية ، وهي القلوب الرحمانية المؤثرة بالتخصيص لا بالتنصيص بتاء مثنات من فوق ونون وص مهملة وياء مثنا تحت لأنها لا يخلصها الكتب ، ولا يعدها النظر الصحيح .
وقال : لا يرى وجه الحق من قيدته الجهة ولا يفارق الجهة إلّا من تغذ من أقطار السماوات والأرض ، ولا ينفذ من حكمت عليه بقية جثمانية لأن جسم الإنسان هو سجنه وسنته فإذا فارقه فارق السجن والسنة ،
قال : جسم وجثماني في حصر الجهة والمسافة وكل روح وروحاني في إطلاق الجهة والتجريد والمفارقة ، وكل إلهي ورباني في وسع عظمته ووحدانيته ، ليس كمثله شيء .
وقال الأجسام جواهر مؤتلفة متغايرة لا شيء أجل منها تتركب في الكل بالكل والتحليل بعقدها والمتعلق من الجواهر المفارقة قاصر على أحكامها مقيد من وجه تدبيرها وإن انحصرت أنواعه في أشخاصه فإن فارقها بالعرفان الإلهي والتخلق الرباني فارق الكون والإمكان ووجبت له شروط المملكة وقدر على إخراج ما في قوته للفعل وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
وقال : المرتبة الإلهية بريئة من الأجسام وأحكام الأجسام ونتائج الأجسام لأنها متغيرة لا تقتضي الدوام ، وكل متغير حادث فمن فارق الأجسام فارق الحدوث ومن فارق الحدوث استحق نقيضه ،
ومن استولت على فطرته النفوس المحجوبة بالأجسام أوهنت قوى استعدادها عن قبول مفهوم هذا الكلام ،وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ.
وقال : ليس على اللّه حكم ولا خروج شيء عن حكمه ، فمن فني في اللّه استحال وقوع الحكم عليه ، ومن كان بنفسه وجب وقوع الحكم عليه ، فالأحرار في اللّه تعالى متفاوتون كل حرية بحسب ما فني فيه وبقي من نفسه
وقال الولاية لها ظاهر وباطن ، ظاهرها توفيق العبد لأن يتولى اللّه تعالى بامتثالك أمره ونهيه واتباع مرضاته والنبوة فوق ذلك بما خصص اللّه تعالى به الأنبياء والرسالة أعلى من ذلك كله
وقال الإنسان هو بيت اللّه تعالى المعمور بذكر وبأرواح حضائر قدسه وضع أساسه على سوابق أزليته ورفع قواعده على دعائم لواحق أبديته وشيد بنيانه في حضائر جبروتيته ،
ووضع فيه من الألاهوتيته وأودع فيه من خصائص ملكوته ، وجمع فيه مفترقات المخترعات الموضوعات وحقائق الأسماء والصفات جعله نسخة أحاطته تأثير قدرته ، ولذلك خلق آدم على صورته فإن غمره بأنوار تجلياته وأسرار أسمائه وصفاته سجد له الساجدون وسبح له المسبحون ، والسر في السكان لا في المنزل وإن خلا من أنوار تجليات الحق تحكمت فيه أنواع أجناس الخلق وكل يطلبه أن يكون فيه ديار أو يكون دار قرار وتمكن استقر ، ومن عز حكم ومن غلب ألقي إليه السلم :
قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ فمتى استدرجه الرحمن عن الإنسان صار عبد الأكوان :
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ .
وقال : أوجد اللّه تعالى قلب الإنسان بالتوحيد والجمع وأوجد الإدراك البشري للفرق والتمييز ، فإذا استولى الإدراك البشري على القلب فرقه عن مقام جمعه ونقله اللّه تعالى إلى مقام الحس بعد الموت وغمره في بحر الفرق ووحشته ،
وإن غلب حكم القلب على الإدراك البشري رقاه اللّه تعالى إليه بعد الموت وجمعه في حضرة :
ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى ومن جعل الهموم هما واحدا جمع اللّه تعالى همه وجعل غناه في قلبه ، ومن تفرقت عليه الهموم لا يبالي اللّه تعالى بأي واد من أودية جهنم يلقيه ليهلك .
وقال أجلس مع اللّه تعالى على بساط التوحيد ، وتأدب بآداب العبيد ، وانظر إليه بعين التفريد ، وخاطبه بلسانه فإن أمرك بالرجوع لعالم الفرق وكلفك هداية الخلق
فقل : رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً .
وقال القطب معلوم بالغيب مجهول بالعين ، معروف عند الحق بالحق ، مجهول ومنكر عند الخلق بالخلق يؤتي بكل صورة بحقها في صورة جمعها وفرقها ،
حتى إذا جاءهم في غير الصورة التي يعرفونه فيها ويعبدون اللّه من وجهها ، قالوا نعوذ باللّه منك وجهدوا على نكرهم ، فإذا تحول لهم في الصورة التي يعرفونه فيها آمنوا به وأقروا له .
وقال القطب اسم بدل من اسم اللّه وهو المهيمن على جميع الأسماء كذلك القطب اسم مهيمن على أسماء النزول كما أن للّه تعالى 99 اسم كذلك القطب له 99 اسم كل اسم يحتوي على اسم من أسماء اللّه تعالى فهو عين عينه وظاهر باطنه ،
ووجه ذاته ومجلي تجلي أسمائه وصفاته ، فمن عرفه عرف حضرة اللّه تعالى ، فمن ينكر عليه فلا حول ولا قوة إلّا باللّه العلي العظيم .
وقال : الإحاطات تنقسم إلى أربعة أقسام حقيقة وحق ووهم وخيال فالعقول الإلهية في نظام سلك الحقيقة والأنفس الجبروتية منظمة في سلك الحق والعقول الملكوتية الخليقة منتظمة في سلك الخيال .
وقال ينقسم العالم إلى قسمين : عالم الأرواح ، وعالم الأجسام ،
ثم تنقسم إلى أربعة فروع : إلى أرواح نبوية ، وأرواح ملكية ، وأرواح جانية ، وأرواح آدمية .
فالعقل الأول أبو الأرواح النبوية كما أن آدم أبو الأرواح البشرية
كذلك جبريل أبو الأرواح الملكية ،
كما أن إبليس أبو الأرواح الجانية
وقال : الخواطر هي الأرواح المجردة عن الأجسام ، وكل خاطر له حكم وعلم ونعت ومقصد ومنها الإلهيات ، ومنها الربانيات ، ومنها النبويات ومنها الملكيات ومنها الجانيات ومنها الشيطانيات ولكل منها ورود مختلف قد ترد نفسانية وقد ترد جنيه ، ومن هذا يطلع على البرازخ الكونية والملكوتية والجبروتية :وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ.
وقال الحضرات الإلهية ثلاثة :
حضرة الأفعال وهي شهود الأرواح الروحانيات النورانية بالحروف الظلمانية ، وحضرة الذات وهي شهود جمع الجمع ورفع حكم الغي في العطا والمنع ،
وحضرة الصفات ،
وهي مجلي تجلي الهويته بالتأثيرات الأسمائية .
وقال : الأحدية نعت للذات الإلهية المطلعة وهي التي لا تقبل التنويه مطلقا بشيء من الوجود كان اللّه ولا شيء معه وهو الآن كما كان عليه كان ، والوحدانية أصل الكثرة والتجلي ومنشأ الوجود مطلقا والفردانية هي تميز الواحد الأول الصمد هو الذي لا من شيء ولا في شيء ولا عن شيء ولا إلى شيء ولا على شيء .
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ
وقال : لكل من تحقق بدائرة من دوائر أسماء اللّه الحسنى كان قطبا في دوائر العلى ، وما تحقق بدائرة الاسم الجامع المحيط كان هو القطب الفرد الجامع للخصوص بالميزان الإلهي والوارث المحمدي ، والتجلي الرحماني ،
والاستواء الرباني .
وقال : القطب هو المعجوز عنه بالإدراك البشري ، والفرد بالاطلاع في مراتب القطب على شهود من لا تدركه الأبصار ،
والغوث هو قابل تنزلات الأفاضلة القطبانية ، والغوث الجامع بالأمداد الخلق والأمر من حضرة الحق والسر والخليفة بذل الغوث من مقام الفرق الإمام بدل الفرد من مقام الجمع ، والمحقق هو رابط الجميع في غير جمع الجمع : وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ .
وصلّى اللّه على سيدنا محمد ، سيّد الكائنات ، علوها وسفلها ، وعلى آله وصحبه ولكل المسلمين ، والحمد للّه ربّ العالمين ، حمدا كثيرا مدرارا .
تمّ بحمد اللّه
بعض كتب الشيخ الأكبر
[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]
شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:
[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]
شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:
[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]
بعض الكتب الأخرى:
[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]
بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:
[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]